أعلنت هيئة البث الإسرائيلية اليوم عن حصيلة قتلى تعد الأعلى منذ بداية الحرب، حيث قُتل 66 عسكرياً إسرائيلياً بين ضباط وجنود خلال شهر أكتوبر الجاري. هذه الأرقام التي ظهرت للعلن تكشف حقيقة الأوضاع على الأرض.
حيث يواجه الجيش الإسرائيلي خسائر غير مسبوقة، بعيداً عن الروايات الدعائية التي يسوّق لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن تحقيق "انتصارات ساحقة" على المقاومة.
تعكس هذه الخسائر المتزايدة ضربات قوية ومؤلمة للجيش الإسرائيلي، والذي يواجه استنزافاً غير مسبوق على يد المقاومة الفلسطينية التي لم تكتفِ فقط بالتصدي للهجمات الإسرائيلية، بل نفذت عدة عمليات نوعية خلال الشهر.
وقد أثرت هذه العمليات بشكل واضح على معنويات القوات الإسرائيلية، وأظهرت تفوقاً تكتيكياً للمقاومة في إدارة الصراع، مما يثير تساؤلات حول جدوى العمليات الإسرائيلية في تحقيق أهدافها على المدى الطويل.
دلالات الأرقام:
تشير الأعداد المرتفعة للقتلى إلى عدة دلالات مهمة، لعل أبرزها:
1. تصاعد قدرات المقاومة: يظهر ارتفاع عدد القتلى أن المقاومة قد طوّرت من تكتيكاتها العسكرية واستراتيجياتها الهجومية، حيث استطاعت توجيه ضربات نوعية للجيش الإسرائيلي لم يسبق لها مثيل منذ بداية الحرب.
2. نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي: يعكس هذا العدد غير المسبوق من القتلى قصوراً واضحاً في الإجراءات الأمنية والاستراتيجية التي يعتمدها الجيش، مما يضع علامات استفهام حول كفاءة استجابته للهجمات.
3. فشل نتنياهو في احتواء الأزمة: تأتي هذه الخسائر وسط تصريحات متكررة من نتنياهو بالسيطرة على الوضع وتحقيق الانتصارات، مما يعكس فجوة بين الواقع الميداني والرواية الرسمية للحكومة، ويطرح أسئلة جدية حول مصداقية هذه التصريحات.
4. استنزاف على المدى الطويل: مثل هذه الخسائر تحدياً للجيش الإسرائيلي الذي بات يخسر أعداداً متزايدة من عناصره، مما يعكس تهديداً مستقبلياً للاستقرار الأمني الإسرائيلي.
أبرز عمليات المقاومة خلال أكتوبر
عملية خانيونس:
قامت وحدات المقاومة بتنفيذ هجوم نوعي ضد تجمع للقوات الإسرائيلية في خانيونس، أسفر عن مقتل عدد كبير من الجنود.
استهداف قافلة عسكرية في شمال قطاع غزة:
نجحت المقاومة في استهداف قافلة عسكرية كانت تتنقل بالقرب من الحدود، ما أدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح.
كمين منطقة جباليا:
في عملية دقيقة، نصبت المقاومة كميناً للقوات الإسرائيلية شمال قطاع غزة، وأسفرت العملية عن مقتل عدد من الجنود.
ضربات صاروخية نوعية:
وخلال الشهر، نفذت المقاومة سلسلة من الهجمات الصاروخية التي طالت مواقع عسكرية حساسة داخل الأراضي المحتلة، وخلّفت خسائر كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية.
تكشف هذه العمليات عن قدرة المقاومة على التنسيق وتنفيذ ضربات موجهة بدقة، مما يجعل الوضع الميداني أكثر تعقيداً على الجيش الإسرائيلي ويضع ضغوطاً هائلة على القيادة السياسية في تل أبيب التي تسعى إلى كبح التصعيد وتقديم مكاسب دعائية للجمهور.
رغم التعتيم ومحاولة تسويق الانتصارات، تكشف الأرقام عن وضع مغاير تماماً لما يروج له نتنياهو، إذ يبدو أن المقاومة استطاعت فرض تحديات جديدة على الجيش الإسرائيلي، وربما تقود هذه الخسائر إلى مراجعات جذرية في الاستراتيجية الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة.